kolanas - 2024-10-02 08:15:53 -
تنبعث اصوات الابتهالات من كل حدب وصوب بفرح مُعلن وصريح ام ببسمة من بنات الشفاه على إثر هز كيان حزب الله بقياداته وبمعداته. الحزب الذي شكل ذراعاً من الاذرع الأخطبوطية الإيرانية الممتدة في الشرق الاوسط ومحيطه، محاولاً صبغ لبنان بألوان غير الوانه، بهيمنة وسيطرة على الشارع اللبناني وبتغاضٍ التفافي لمؤسسات الدولة اللبنانية. وحزب الله ذراع مثل الحيثيين في اليمن والمقاومة الاسلامية الشيعية في العراق والتواجد الايراني تحت غطاء حزب الله في سوريا او على العلن ومثلما حركة حماس في غزة رغم اختلاف مذهبها الا انها تتوافق بالأيديولوجية.
هذه الاذرع تنبعث من إيران وممولة منها، بغيتها ان تساند الكيان الايراني في حالة اقتراب الخطر منه او الهجوم العسكري عليه. اضافة الى بسط الهيمنة الشيعية كقوة مضاهية للنفوذ السُني بهية الدول المعتدلة في الشرق الاوسط والخليج العربي، من خلال حرب باردة ام حامية لها خلفية عدائية تاريخية بعيدة الامد. والوجه الاخر لهذا التواجد هو التوتر القائم بين الحضارات الغربية والشرقية، بين الشرق والغرب بين طياتها حرب دينية غير معلنة تقودها إيران وتضرم نيرانها بين الفينة والاخرى وفي كل فرصة ممكنة. احياناً تظهر بهيئة عدائية قصوى ضد دولة اسرائيل والولايات المتحدة وحتى انها تصب ببناء محور عدائي على الصعيد العالمي يشق العالم الى تحالفين عالميين اثنين حيث يشمل تحالفها كل من الصين، روسيا، إيران، سوريا والاذرع الايرانية.
محاولة الهيمنة الايرانية تتجسد جلياً بمساندتها ودعمها لحزب الله في لبنان على حساب الدولة اللبنانية ومؤسساتها. هذا الحضور الايراني على ارض لبنان بهيئة حزب الله وصل الى حد الطغيان والسيطرة على ما يدور في الدولة اللبنانية وبناء هيئة بديلة للدولة او شبه بديلة، على شكل دولة شيعية داخل الدولة اللبنانية وصبغها بلون من دون الوانها الطبيعية. هذا الوضع لم يحلُ للدول الشرق اوسطية المجاورة لا سيما اسرائيل والاردن ومصر والدول المعتدلة في الخليج فهذا الوضع قد يخطرها وقد تشكل لأحزاب مماثلة داخلها نمطا قدويا ومثالا يقتدون به ضد السلطة الحاكمة. ولم يحلُ ايضاً للدول العظمى التي لطالما أملت ان تكون لبنان دولة ذات صبغة غربية او حتى ان تكون دولة مسيحية شرق اوسطية، الا انها لم تتصدَ بشكل فعلي لهيمنة إيران بهيئة حزب الله، بل وقفت جانباً تترقب الاحداث والتطورات زائغة طرفها الى انحاء اخرى. اما قلقها من تفاقم الامور الى حرب شبه عالمية فقد دفعها الى التأهب الى صد رأس الاخطبوط - إيران فيما لو دخلت الحرب بذاتها وبمعداتها والى تعزيز من العلاقات بين دول حلف ناتو وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية.
اما دولة اسرائيل فقد تصدت وهزت كيان حزب الله وقامت بتصفية رموزه وقاداته ومست بمنشئاته وبمعداته وبقدرته على التصدي لها. والان ومع غياب حسن نصر الله عن الساحة اللبنانية وقصف الاذرع الاخطبوطية الايرانية في اليمن وسوريا والعراق، انشقت فجوة قيادية في حزب الله وبدت اعادة حسابات وتحسبات من نوع آخر في إيران وقياداتها، متشككة فيما سيليها الدور في التصدي والهجوم بشكل او بآخر مع ائتلاف ام بدونه فالأذرع الحامية لها تتلقى الضربة تلو الاخرى وخسائرها تكثر يوماً بعد الآخر.
وفي غياب حسن نصر الله عن لبنان بدأت اعادة حسابات من جديد فالقوة المهيمنة في لبنان قد فقدت من هيبتها وقوتها الردعية والعسكرية والسياسية وحتى ان الدعم الشيعي على الصعيد المحلي بدا مشكوكًا به. فقد تهجرت سكان القاعدة الشعبية المساندة له، نزح سكان القرى الشيعية الداعمة لنصر الله من بيوتهم، فقد قُصفت، تدمرت او تهدمت كما واحترقت حقولهم ومحاصيلهم الزراعية، الموارد التي هي مصدر معيشتهم الاساسي. القاعدة الشعبية هذه لا ترى أفقاً يبعث بها الامل بالاستقرار والعودة الى بيوتهم.
في خضم هذه الخلفية يجدر التساؤل حول دور السلطة المركزية في لبنان، هل هناك قيادة باستطاعتها ان تحتوي الوضع وترسم خارطة سياسية جديدة تُعزز من مكانتها، ان توحد الصف اللبناني وان تضم ما تبقى من جيش حزب الله الى الجيش اللبناني، فهي فرصة لا تُعوض ام ان الجانب القيادي والشجاعة السياسية معدومة؟. اقول الشجاعة ليس من باب الصدفة فالقيادة اللبنانية عبر تاريخها لم تحرك ساكناً لتغيير الواقع الداخلي المُر لديها، بل انتظرت دائماً تدخلاً خارجياً لينقذها من ازماتها الداخلية.
من جهة اخرى من المتوقع ان تستغل القوى السياسية القائمة على الساحة اللبنانية الوضع الحالي، سيما القوى المنافسة لحزب الله كي تعزز من مكانتها وكي تقدم ما قد يفيدها سياسياً واجتماعياً. ولو نظرنا الى الخريطة السياسية اللبنانية (128 نائب برلمان) وفحصنا روادها لرأينا حزب أمل (15نائب برلماني) يمثله نبيه بري، شيعي المذهب ويتوافق سياسيا مع حزب الله وبناءً على ذلك قد يُعزز من مكانته الى حد ما على غرار تفكك حزب الله. حزب التيار الوطني الحر (18 نائب)، حزب مسيحي ماروني يرأسه جبران بسيل وهو حليف لحزب الله، قد يغير مساره ويعيد حساباته من جديد. القوات اللبنانية (19 نائب) حزب مسيحي ماروني هو الاخر، يرأسه سمير جعجع ويمثل تياراً قومياً لبنانياً وهي فرصة لا تعوض له كي يتحد او يتألف مع التيار الوطني الحر والاحزاب المسيحية الاخرى وكي يدعوا المغتربين المسيحيين للعودة الى لبنان وعلى الاخص المتمكنين مادياً من بينهم وبهذا يعززن من قوتهم الانتخابية ويعيدون الثقل المسيحي الى الموازنة الديمغرافية اللبنانية. التيار المستقبلي (6 نواب) وهو حزب سني يرأسه اليوم سعد الحريري، يمثل تياراً ليبرالياً وله ميل الى الغرب وهي فرصة مضاعفة له لإعادة مكانته السياسية ولنشل لبنان من ضيقته الاقتصادية، سيما ان دول الخليج وعلى الاخص السعودية داعمة له وقابلة لمساندته في بناء لبنان من جديد. الحزب التقدمي الاشتراكي (9 نواب) حزب درزي يرأسه وليد جنبلاط ويمثل تياراً وسطياً الا ان سياسة وليد جنبلاط زئبقية التعامل يغير من الوانه بحسب ألوان القوي وهي فرصة لخلق اجواء لوحدة الصف الدرزي وبناء مخطط يعزز من كرامتها وقوتها وكم هناك حاجة لوحدة في الشارع الدرزي اللبناني. قوى الثورة (15 نائب) وهي مجموعة من الاحزاب والحركات المدنية التي تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية عميقة هذه القوى تنادي بإقامة دولة مدنية. مستقلون هي مجموعة من النواب المستقلين الذين لا ينتمون الى الاحزاب التقليدية ويسعون الى تمثيل مصالح الناخبين بشكل مباشر وهذان الحزبان يريدان التغير. اما عن تعداد حزب الله من دون المتحالفين معه فيصل الى (13 نائب).
وعلى الصعيد الاقليمي يظهر ان الضربات التي تلقاها حزب الله لها تأثير على تواجده وتداخله في الساحة السورية مما يزيد بالمس بالاستقرار شبه المعدوم في سوريا وعلى الاخص بسلطة بشار الاسد وعلى الاخص بعد غياب الانتباه والدعم الروسي لانشغال روسيا في حربها مع اوكرانيا.
الخلاصة بان غياب حسن نصر الله عن الساحة اللبنانية هو فرصة لا تعوض للتفكير المجدد ولإعادة ترتيب الاوراق السياسية الاجتماعية والاقتصادية اللبنانية الداخلية حزبياً ومركزياً بما في ذلك نزع السلاح، محاربة الفساد، تعزيز مكانة السلطة المركزية وتجسيد الخامات والقدرات الوظائفية المتواجدة في لبنان على النحو البنّاء داخل لبنان وبالتالي تشجيع الاستثمار الخارجي في لبنان وبناء علاقات واجواء داعمة منها مع الدول المحيطة على المحور الدولي القريب وعلى الصعيد الشرق اوسطي والعام.
الْتِحام هادي زاهر كلّ المفاهيم تغيّرت في هذا الزّمنِ الملعون الْكَلِماتُ انْعَكَسَتْ مَعانيها مَنْ يُدافِع عَنْ حَقَهِ مَجْنون.. مجنون مَنْ يَنْسِفُ البيوت على...
الناصرة | 28.51° - 29.81° | |
حيفا | 30.52° - 31.83° | |
القدس | 26.18° - 28.4° | |
يافا | ° - ° | |
عكا | 30.97° - 32.27° | |
رام الله | 26.11° - 28.33° | |
بئر السبع | 32.32° - 32.32° | |
طمرة | 30.16° - 31.47° |
دولار امريكي | 3.532 | |
جنيه استرليني | 4.9821 | |
ين ياباني 100 | 3.2976 | |
اليورو | 4.3352 | |
دولار استرالي | 2.7053 | |
دولار كندي | 2.7595 | |
كرون دينيماركي | 0.5822 | |
كرون نرويجي | 0.4520 | |
راوند افريقي | 0.2911 | |
كرون سويدي | 0.4211 | |
فرنك سويسري | 3.6777 | |
دينار اردني | 4.9780 | |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 | |
جنيه مصري | 0.1997 |
الشيخ وسيم زيدان: القيادة بلا أخلاقيات= منصب دون قدوة يقود إلى الفشل! القيادة ليست مجرد لقب أو موقع اجتماعي مرموق يتم الحصول عليه بالانتخاب أو التعيين. إنها أمانة ومسؤولية...
مقال الصحفي منعم حلبي الأسبوع الأخير حول تنظيم اقتتال شوارع بين الشباب مهم جدا وفي ذات الوقت مقلق. التفسيرات المحتملة لهذه الظاهرة الآخذة بالتفاقم قد تُشير إلى مجموعة من...