يدٌ واحدة لا تصفّق.../ منعم حلبي

وفق النظرية النفسية التي كتبها أبراهام ماسلو عام 1943 والتي عُرفت بسُلَّم او هَرَم ماسلو، الاحتياجات الأساسية التي تحرك الإنسان-المجتمع- تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية، من ثم حاجات الأمان، والاحتياجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات.
وفق ماسلو، لا يستطيع ان يصل الإنسان لآخر الهرم(الحاجة لتحقيق الذات) دون البدء بتحقيق الحاجات الأساسية، الفيسيولوجية إلخ...
عندما ننظر إلى بيئتنا، إلى حاراتنا، نرى اننا ما زلنا نقبع في اول درجة من درجات سُلّم ماسلو...ليس هذا فحسب، بل اننا غير قادرين على صعود السلم درجة واحدة من الدرجات...انظروا لوضع الحارات التي نعيش فيها في القرية التي تُعتبر الأكبر من قرى المجتمع المعروفي في البلاد(دالية الكرمل) والتي عدد سكانها يقارب ال20.000 مواطن: اكوام النفايات "تُزيِّن" هذه الحارات على أنواعها...السلطة المحلية التي وعدت في الماضي بجعل البلدة عروس البلاد في إسرائيل، "جعلتها" في آخر السلم في البلاد تمامًا. الوضع البيئي جرّاء عدم قدرة السلطة على لم النفايات(بسبب الديون المتراكمة) أضحى يشكّل خطرًا حقيقيًا على سلامة وصحة السكان. النفايات متواجدة بجانب المدارس، متراكمة بجانب الحضانات، بجانب البيوت.
بالله عليكم، سلطة محلية لا تستطيع القيام بأدنى الخدمات للمواطن، كيف ستطالبها ببناء ملاعب ومنشآت ومسارح؟!.
أن تخطط بمهنية لأجل المصلحة العامة؟!.
كيف لنا كأفراد وكمجتمع أن نطمح بتحقيق الذات وبالتطاير بأولادنا نحو القمم التربوية والرياضية، ما دمنا نعيش في بوتقة من الفشل المتواصل في كافة مرافق الحياة؟!.
كتبتُ في أحد البوستات من عبر الفيسبوك، انني أطالب المواطنين ان يتحركوا.
نحن نقوم بواجبنا كمؤسسة إعلامية:نكتب، نصوّر، ننتقد، نطالب المؤسسة بالقيام بواجبها تجاه المواطنين، لكن يبقى السؤال: ما هو دور المواطن بالضبط؟!.
صحيح، من حق المواطن الذي يدفع الضرائب للمؤسسة، ان يحصل على أفضل الخدمات منها.
ولكن، عندما يرى المواطن شلل وفشل المؤسسة، عليه أن "ينتفض" وان يتحرك!.
لا يُعقل، أنه عندما يُقام اجتماع جماهيري هدفه التصدي لمصادرة الأراضي او التصدي للتخطيط الفاشل الذي تقوم به المؤسسة ضد المواطنين، ان لا ترى في الاجتماع أصحاب الأراضي المتضررين!.
لا يُعقل ان لا يشارك المواطن في مظاهرات ضد دخول المجمع في حينه، مع العلم أننا كشفنا كافة مساويء هذا المجمع والضرر الذي سيسببه لجيوب المواطنين.
لا يُعقل ان يبقى المواطن في البيت، ولا يشارك في التصدي للهوائيات التي تؤدي لأمراض كارثية.
لا نقبل لا مبالاة تجاه التعيينات السياسية في جهاز التربية ولا إهمال الرياضة.
ولكن أين صوت المواطن تجاه ذلك؟!.
نحن نقدّر ونثمّن ثقة المواطنين عاليًا وغاليًا بمؤسسة "كل الناس"، ولكننا لوحدنا لا نكفي لتغيير الواقع الحياتي المُزري!!.
يد واحدة لا تُصفق!.
مجتمعنا وصل الحضيض تمامًا: كافة القرى والمدن العربية على كافة طوائفها سبقتنا ونحن بقينا في القاع، في الخلف.
لماذا نتقبل هذه الحقائق المؤلمة ولا ننبس
ببنت شفة لتغييرها؟!.
نقاط للتفكير الجدي...ليحاسب كل مواطن منا نفسه وليسأل: ماذا فعل من اجل بلده ومن اجل تغيير الواقع الذي وصلنا اليه!.