صاحب الحق سلطان/ بقلم: المحامي سليمان سلامة

حكومات اسرائيل المتعاقبة، بكل ما تمثله من قوى سياسية، قدمت وعوداً بتحسين أوضاع الطائفة الدرزية ومعالجة المشاكل غير ان تلك الوعود سرعان ما تبخرت.
القضية الاهم هي التمييز فيما يتعلق بالبناء من خلال خنق القرى، ويتمثل ذلك بعدم اقرار الخرائط الهيكلية ومناطق النفوذ، حيث تصبح قصية البناء بمثابة كابوس يومي وسوف يطرق باب كل مواطن في قرانا مستقبلاً.
ان عدم توسيع الخرائط الهيكلية للبناء في ظل الازدياد الطبيعي يضطرنا للبناء دون ترخيص، وبالتالي عدم ربطنا بالكهرباء، مما سيؤدي إلى المحاسبة القانونية ودفع مبالغ طائلة وفي كثير من الحالات يتم هدم البيوت.
الضائقة السكنية هي نتيجة مباشرة لغياب برامج اسكان حكومية، وغياب خرائط هيكلية، وكذلك العنصرية في التشريعات.
تكررت مشاهد الصمت على ابوابنا وكأن الزمن لم يتحرك يوماً ليغير من مواقفكم تجاه ما يحدث داخل قرانا. "الوزيران بن غفير وسموتريتش يعارضان مشروع قانون الكهرباء في القرى الدرزية" يا سلام…
ما هذا الضعف؟؟!! حتى يتجرأ معتوه أياً كان على عدم الاهتمام بما يقول ويفعل ضدنا
هذه نتيجة حتمية لان من سبقه لم يهتموا بنا ولم يبالوا ولم ينصفونا، عرفوا حالنا وعرفوا ان لا قوة ولا غيرة عندنا، ولقلة حياهم ظنوا أنهم يستطيعون احتقارنا (فشرتم).
تعاملوا معنا معاملة السيد للمسود.
بصمتكم وعدم تحديكم لهذه القوانين الظالمة والقرارات المهترئة، سوف يزداد انصاف وارباع الرجال تماديهم، فلا تصمتوا عن قول الحق، ولا تخرسوا عن اظهار الحقيقة، خصوصاً وبعد مرور عشرات السنين من التجربة القاسية وعدم اهتمام المؤسسة لكامل عطائكم، وبعد أن تيقنتم وجود متغطرس في الطرف الاخر.

الم يحن الوقت ان لا تكونوا سهلي الانقياد تطأطئون رؤوسكم ذلاً، تطبلون للأوباش وتتذللون لأصحاب المراكز المهزوزة الذين طأطئوا رؤوسهم منذ البداية وجعلونا مستباحون بلا قيمة ولا ثمن.
تحسبون ألف حساب وترتعبون من التعبير عن رأيكم الشخصي الحقيقي متصّورون أنكم احرار.

تغيير النهج التقليدي أصبح ضرورة، ووقف حماية الفاسدين اصبح أمراً ملحاً.
المستفيد من الوضع القائم لا يكمن ان يكون داعية اصلاح، الحل يكمن بالجرأة والتحدي لكافة القوانين والتشريعات العنصرية.
ليس هناك اسوأ من ان يشعر المواطن بأن مصدر الخطر عليه هو السلطة وليس هناك اسوأ من ان يكون الوزير طرفاً في النزاع هو القاضي وهو الجلاد.
ايعقل ان تبقى تتحكم بالطائفة زمرة من المستهترين؟؟!! تدعوكم للقاءات مع قيادات فاشلة وعنصرية من حكومة اسرائيل لسماع اكاذيب اكل عليها الدهر وشرب.
"التقدير الكبير الذي تكنه دولة اسرائيل للشراكة الفريدة من نوعها مع الطائفة الدرزية للتوصل الى حل سريع ومقبول" كذبة تجد من يسمعها.
لماذا لا تتساءلون عن مكانتكم في هذه الدولة بعد ان صنفت نفسها بقانون انها "دولة اليهود"؟
لماذا لا يزال الكثير منا ينتظرون حلولاً من قيادات وهمية، عقّدت حياتنا عشرات السنين؟
متى نفكر وندرك انها وهم وسراب؟؟
حتى متى نرضى بوضعنا السيء متوهمين وللمرة الألف ان هناك منقذ سيأتي؟ ولكنه لن يأتي..
اتوجه اليكم مطالباً تثبيت اقدامنا على هذه الارض التي تحاول المؤسسة الحاكمة سن قوانين عنصرية لتحرمنا حتى من خيراتها (عكوب وزعتر).
نحن لسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك وعلينا رفض كافة المحاولات الهادفة لتهميشنا واضعافنا، ولن نتخلى عن جذورنا وتشبتنا بأرضنا.
علينا ان نتحلى بالاستقامة والصدق، فبالكذب والنفاق لا يمكن الحفاظ على وجودنا وإتمامنا لمسيرتنا.