المسؤولية تُؤخَذ ولا تُعطى/ منعم حلبي

تعود الوزارات المختلفة، كل مرة من جديد، وتحاول الاستهتار بذكاء مجتمعنا، بشتى الأساليب البهلوانية.
وهذه المرة وصلنا من "قسم الأقليات" في وزارة البناء والإسكان، عن قرار حكومي يقضي بمنح ميزانية 104 ملايين شاقل للبلدات الدرزية والشركسية. من خلال نظرة ثاقبة على المعطيات ترى، ان الميزانيات المذكورة هي جزء من ال290 مليون شاقل التي من المفروض ان تحصل عليهم السلطات من خلال القرار الذي اتخذه نتنياهو قبل أسبوعين.
في السطر الأول من قرار وزارة البناء والإسكان جاء:"يتضمن القرار بناء بلدة درزية جديدة".....وفي احد البنود جاء:"سيتم استثمار حوالي نصف مليون شاقل لإنشاء بلدة درزية جديدة"....فعلًا ان شر البلية ما يُبكي ولا يُضحك!.
ما هذا الاستهتار بأبناء المجتمع المعروفي؟!.
توجد 16 قرية معروفية في الجليل والكرمل في حالة يُرثى لها: بنية تحتية مُزرية، حارات بدون إنارة وشوارع غير مُعبدة، مجالس محلية تحت خطط إشفاء بصعوبة تدفع المعاشات للموظفين، ويتحدثون عن إقامة قرية جديدة...!.
هذه الشعارات وهذه السخافات أكل الدهرُ عليها وشرِب.
ما دامت القيادات، خاصة رؤساء المجالس، لا يقومون بواجبهم تجاه مجتمعهم، وما دام جل اهتمامهم تحصيل ميزانيات جارية لتغطية الديون في المجالس، يجب إقامة منتدى جماهيري، يحوي رجال دين ومجتمع، محامين، مهندسين، مسّاحين، مخططين، مختصين في شتى المجالات، يقفون سدًا منيعًا امام الاستخفاف والاستهتار والتمييز العنصري ضدنا.
لا يوجد لدينا حل آخر في النضال!.
أرى من عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ان كل شخصية تشد نحو مصلحتها الشخصية. وفق ما يتلاءم مع مصالحها، دون اعتبارات لمصالح المجتمع عامة.
هكذا سنبقى في مكانك قِف!.
الوزارات تلعب لعبتها معنا: من جهة تُصدر بيانات وتبث الوعودات بدفع ميزانيات، ومن جهة أخرى تكثّف نشاطها ضد المواطنين، المقاولين وتشد الخناق حول رقابنا في قضايا البناء. تقوم بمصادرة سيارات باطون، مضخات، الات كانت تعمل في أراضي خاصة. تمنع من أهلنا البناء على أراضيهم الخاصة.
الوضع الاني واضح: لا يمكننا بأي شكل من الأشكال ان نبقى مكتوفي الأيدي. لا يمكن ان نبقى في موقع المتفرجين والمشاهدين. لا يمكن أن نبقى في خانة التفكير: زاحت عن ظهري بسيطة.
مجتمعنا بحاجة لرؤيا جديدة، لبصيص من الأمل في تغيير الواقع الذي نعيشه.
علينا أخذ المسؤولية وليس ترك الساحة للمسؤولين!.
حان الأوان والان أن نقول:
كفى!.كفى!!..كفى!!!.