المحنة قادمة لا محالة/ منعم حلبي

نحن على أبواب تشكيل حكومة متطرفة، مكوّنة من رئيس فاسد، من وزراء "خريجي سجون" ومن أعضاء كنيست لا تستقبلهم لعمل حتى في مصلحة تجارية صغيرة.... بدون شك، اننا قادمون على محنة حياتية كمجتمع عربي في السنوات القادمة.
بغض النظر عن تركيبة هذه الحكومة، كافة حكومات إسرائيل التي تشكلت منذ سنوات الخمسين من القرن الفائت، ميّزت بين اليهود والعرب بشكل صارخ.
هذه الحكومة ستُشعرنا بالنقص، بالفقر، بالملاحقات اليومية، اكثر من أي وقت مضى.
نتنياهو مستعد لتشكيل حكومة مع شخصيات مثل بن جفير وسموترتيش ودرعي واخرين، شرط أن يبقى خارج القضبان. نحن بصدد رئيس حكومة متهم بقضايا فساد وخيانة الأمانة، بوزير(درعي) جلس في السجن جراء ادانته بالفساد وبالسرقات.
أعتقد، ان الدولة تسير نحو الهاوية وأن نهايتها قريبة.أما بصددنا نحن العرب على مختلف طوائفنا، فأوضاعنا ستزداد سوءًا، خاصة في كل ما يتعلق بقضايا الأرض والمسكن والاقتصاد الحياتي.
نحن مُهددون لدرجة، ان مصيرنا مُبهم ويدعو للقلق بصورة جدية.
السؤال: هل توجد قيادات تستطيع أن تثق بها لدرجة ان تقوم بنضالات ومظاهرات ضد مخططات هذه الدولة والحكومة؟!.
نحن نتواجد في مأزق حرج بدون شك وعلينا ان نقرر الوحدة وترك المصالح الشخصية، لأجل ضمان مستقبل آمن لاولادنا من بعدنا.
مع وجود رؤساء مجالس محلية على الورق، ومع وجود قيادات ضعيفة، ستحاول الدولة كل ما بوسعها لاستغلال الظروف الحالية لأجل ترحيلنا من بيوتنا واراضينا، لدول قريبة في الشرق الأوسط.
المحاولات التي فشلت في سنوات الأربعين والخمسين من القرن الفائت، ستتكرر في هذا القرن.
نحن مجتمع يعيش يومه ولا يفكر في المخططات البهلوانية التي تُحاك ضده وحوله.
علينا ان ننتفض ونصحو قبل ان نجد انفسنا في سوريا ولبنان في ليلة وضحاها. عندها لن يفيد الكلام....
حان الأوان أن تُقام مؤسسة ترعى شؤون المجتمع، تكون مكوّنة من محامين، من رجال مجتمع، سياسة ودين، تتابع التطورات التي تحدث في الدولة.
يجب ان تكون وظيفة هذه المؤسسة الحفاظ على حقوق المواطنين المدنية، الاجتماعية، الحقوقية والاقتصادية.
اعتقد، انه ليس صدفة تم انتخاب اشخاص مثل بن جفير وسموتريتش لدفة الحكم الإسرائيلية.
هؤلاء مجرد دُمى تسير على الخيطان. السياسة المُبرمجة تُحاك من وراء الكواليس.
علينا أن نبقى متيقين لما يحدث من حولنا، وان نكون على أهبة الاستعداد للمواجهة عن وقت الحسم.
هذه الدولة أقيمت كدولة ديمقراطية على الورق ليس أكثر من ذلك.
كل أسس الديمقراطية معدومة والان في العهد الجديد، سوف تنعدم هذه الأسس عن بِكرة أبيها.
لذلك، علينا بالوحدة مهما اختلفت اراؤنا وتوجهاتنا.