kolanas - 2022-12-11 08:47:55 -
نتائج الانتخابات الاخيرة في إسرائيل هي حاصل المد اليميني المتواصل في إسرائيل منذ سنوات. لا علاقة للانشقاق العربي، ونسبة التصويت في مجتمعنا العربي بهذه النتائج. حتى لو دخل التجمع الى البرلمان بأربعة مقاعد، ذلك لن يؤثر على النتيجة النهائية. في اقصى الحدود وحتى لو دخلت ميرتس البرلمان مع التجمع، كنا عدنا الى نقطة الصفر، الى التعادل، الى منع نتانياهو من تشكيل حكومة في هذه الجولة الحالية، لكن لما كان ذلك يستطيع الوقوف امام السيرورة الحتمية وهي تفوق الجانب الديني-المحافظ على الجانب الليبرالي العلماني.
هذا المد اليميني-الديني-المحافظ هو جزء من سيرورة عالمية نلمسها في الآونة الأخيرة في اقطاب مختلفة في العالم، لكنها ايضاً افراز لقوى يهودية متصارعة على السيطرة على الحكم، وعلى ماهية الدولة وصبغتها. صراع حامي الوطيس يمتد الى أكثر من ربع قرن بين النخبة اليهودية الغربية وبين النخبة الشرقية. قرر في حينه بن غوريون ومجموعته ماهية الدولة، كدولة علمانية-غربية-ليبرالية، وما كان على اليهود الشرقيين الا ان يقبلوا ذلك القرار وينغمسوا في الطابع المفروض عليهم، رغماً انه لا يمسهم لا من قريب ولا من بعيد.
منذ 1977 حيث حدث الانقلاب السياسي، و"اختطفت" الدولة من آبائها ومؤسسيها، فُتح الباب امام الشرقيين للخروج من البوتقة التي رُسمت لهم، من الخناق الذي حوصروا فيه. منذ عام 1977 يحكم اليمين بفضل الصوت الشرقي المحافظ بواسطة رؤساء اشكناز. اكتفت تلك الحكومات بسدة الحكم، لكن لم تغير في ماهية الدولة شيئاً. اكتفت بالحكومة والوزراء وابقت مكامن الحكم الحقيقي، في العلم والقضاء والاقتصاد بأيدي النخبة الغربية-الاشكنازية. هذه المرة عُقد العزم على تغيير جذري وحقيقي في الدولة، في ماهيتها وصبغتها وهويتها. هذا القرار جاء من المتدينين-المحافظين، واليمين بزعامة نتانياهو يقبل به مضضاً لأسباب شخصية انتهازية.
عملياً كان من المفروض ان يصب الانقلاب المزمع تنفيذه في صالحنا، نحن كمجتمع عربي محافظ، او على الأقل في صالح قطاع واسع من مجتمعنا، الممثل عن طريق الموحدة، فهنالك توافق شبه تام بين ما تنادي به الاحزاب الدينية اليهودية وبين معتقدات وثوابت الموحدة. لكن الأمور معقدة ومتشابكة، بسبب الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، حيث تتضارب الثوابت والمعتقدات مع الانتماءات القومية. من هذا المنطلق نصبح نحن العرب الفلسطينيون في إسرائيل مستهدفين في هذا التغيير والانقلاب، رغم اننا لسنا جانباً في الصراع الحقيقي، بين التيارين اليهوديين. نصبح الشماعة التي يدار الصراع من خلالها لأنها الساحة الاسهل.
باعتقادي اننا بالأساس نعيش على هوامش الدولة منذ قيامها، لأن النخبة الاشكنازية-الغربية التي اقامت الدولة لم تعترف بنا وبهويتنا وبكياننا، بل قبلت بنا كأنفار وكمواطنين منتقصين. لأن تلك النخبة اصلاً ترفض كل من هو شرقي وتعتبره متخلفاً، بما ذلك اليهود الشرقيين، ومن هنا بدأت بذرة الصراع المحتدم الآن بين اليهود الغربيين والشرقيين كما سبقت وذكرت. بشكل لا يتماشى مع منطق الأمور، وضعنا الآن يبدو أخطر على شفى الهاوية، وذلك لعدة أسباب، أهمها، عقدة الشرقيين مع عروبتهم، واستغلالنا على يد اليمين الفاشي المتطرف لكسب الأصوات والحكم.
اعتقادي راسخ بأن من يرفضنا قلباً وقالباً لأسباب عنصرية هو الجانب اليهودي الغربي-الأشكنازية، لأسباب ذكرتها أعلاه. اليهود الشرقيون بل اليهود العرب، لا يمكن ان يكونوا عنصريين اتجاهنا لأننا من نفس العنصر ونفس الحضارة والهوية. لأسباب سوسيولوجية تتعلق برفضهم هم أنفسهم على يد اليهود الغربيين بل واحتقارهم والاستعلاء عليهم، يحاولون على مر السنين التنصل من هويتهم العربية، وذلك عن طريق الابتعاد عنا بل وكرهنا، وبالتالي كره أصلهم وأنفسهم. تلك ظاهرة قابلة للتحول وذلك عندما يصلون الى هوية ناضجة وصحية وواثقة، أي عندما يتم الانقلاب ويصلون الى الحكم. ونحن نلمس الرجوع الى الجذور والأصول عند بعضهم في السنوات الأخيرة. القضية مستعصية وخطيرة أكثر بكل ما يتعلق باليهود المتدينين الغربيين. اليهود المتزمتون الى حد الفاشية. كراهيتهم لنا، ضمن كراهيتهم للآخر ككل، عقائدية تجمع بين الدين والعنصرية. تلك كراهية خطيرة يجب التصدي لها بلا مهاودة.
على كل الأحوال، بالإضافة لكل كما جئت به من تحاليل، ولربما رغم ما جئت به آنفاً، اليهود ككل يقبلون بنا طالما نحن تخلينا عن هويتنا القومية وقبلنا بمواطنة ناقصة، وتصرفنا كضيوف باستحياء في هذه البلاد. تنقلب الأمور رأساً على عقب عندما نخاطبهم بأنفة وعزة وثقة، ونقارعهم من خلال هويتنا الواضحة والشامخة. رأيت ذلك في اللقاءات العربية-اليهودية وكتبته في كتاب عن الموضوع صدر عام 2000. رأيت انه عندما لا نرضى بما يرسمون لنا، ونخرج عن طاعتهم ونخاطبهم بنَفَس قوي، بنَفَس أصحاب الحق. ينقلب الليبراليون الذين يسمون أنفسهم يسارًا، الى يمين فاشي ويهجمون علينا بشراسة لكي يعيدونا الى البوتقة التي رسموها لنا. هنا علينا القرار، واختيار طريق المواجهة ام لا، واختيار توقيت المواجهة مع حسبان دفع الثمن المتوقع.
من خلال ما جاء انصح بالآتي:
اولا; عدم زج أنفسنا في معارك لا تعنينا وعدم التدخل في الاقتتال بين النخب اليهودية على رسوم هوية الدولة.
ثانيًا; التعامل بحكمة مع الشرقيين ومحاولة إيجاد طرق لنسج معادلات جديدة في العلاقة بيننا-خاصة وانا اعتقد ان حل الصراع سيكون متواجدًا بين أيديهم في المستقبل عندما يصلون الحكم وتتبلور هويتهم وتتعدى مناطق الخطر. التفكير ملياً في مسار تصعيد تعاملنا مع الدولة واليهود، وأنا اقصد تكتيكياً وليس استراتيجيا، حيث تكون نقطة البيكار، ان لا نقع لقمة سائغة في افواه هؤلاء الفاشيين من اليهود، الذين يتخذوننا شماعة "كل ما دق الكوز في الجرة". انا اعرف تماماً انه لا يمكن ان نرد الوعي الى الوراء، وانه لا يمكن العودة عن الخروج من دائرة الخوف وتذويت القهر، لكن بالإمكان تحكيم العقل من اجل ان لا نخوض معارك خاسرة في توقيت خاطئ تعود علينا بأثمان لا نستطيع ان نتحملها.
الْتِحام هادي زاهر كلّ المفاهيم تغيّرت في هذا الزّمنِ الملعون الْكَلِماتُ انْعَكَسَتْ مَعانيها مَنْ يُدافِع عَنْ حَقَهِ مَجْنون.. مجنون مَنْ يَنْسِفُ البيوت على...
الناصرة | 28.51° - 29.81° | |
حيفا | 30.52° - 31.83° | |
القدس | 26.18° - 28.4° | |
يافا | ° - ° | |
عكا | 30.97° - 32.27° | |
رام الله | 26.11° - 28.33° | |
بئر السبع | 32.32° - 32.32° | |
طمرة | 30.16° - 31.47° |
دولار امريكي | 3.532 | |
جنيه استرليني | 4.9821 | |
ين ياباني 100 | 3.2976 | |
اليورو | 4.3352 | |
دولار استرالي | 2.7053 | |
دولار كندي | 2.7595 | |
كرون دينيماركي | 0.5822 | |
كرون نرويجي | 0.4520 | |
راوند افريقي | 0.2911 | |
كرون سويدي | 0.4211 | |
فرنك سويسري | 3.6777 | |
دينار اردني | 4.9780 | |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 | |
جنيه مصري | 0.1997 |
الشيخ وسيم زيدان: القيادة بلا أخلاقيات= منصب دون قدوة يقود إلى الفشل! القيادة ليست مجرد لقب أو موقع اجتماعي مرموق يتم الحصول عليه بالانتخاب أو التعيين. إنها أمانة ومسؤولية...
مقال الصحفي منعم حلبي الأسبوع الأخير حول تنظيم اقتتال شوارع بين الشباب مهم جدا وفي ذات الوقت مقلق. التفسيرات المحتملة لهذه الظاهرة الآخذة بالتفاقم قد تُشير إلى مجموعة من...