الحضيض هو الإشارة للبدايات الجديدة...!/ كلمة عدد كل الناس

علمتني الحياة، ألّا ارقص فرحًا بعد انجاز او انتصار، والا أطأطيء رأسي بعد خسارة او فشل!.
الحياة مستمرة ولا يأس معها!.
في قراءة أولية لنتائج الانتخابات للكنيست ال25 يبدو، أننا نستطيع أن نحضّر حقائب السفر لأجل الرحيل القسري من بلادنا وبيوتنا....ولكن لحظة!!.
نحن أرباب البيوت وأصحاب الأرض!. لن نرحل ولن نقبل إلّا بالأفضل لنا ولأولادنا حتى آخر رمق من عروقنا.
من قرأ كلمات عدد "كل الناس" في الأشهر والأسابيع الأخيرة، لم يتفاجأ من نتائج الانتخابات!.
حذّرنا وشرحنا وحللنا توجه الدولة لليمين واليمين المتطرف، وفعلًا، نسبة أكثر من 70% من المصوتين للفاشي بن جفير وزمرته وللمتهم بثلاث قضايا فساد نتنياهو، وللسجين المُدان درعي، انهالت وتدفقت لصناديق الاقتراع منذ ساعات صباح يوم الثلاثاء. كان واضحًا، ان شيئًا ما يحدث، وليس لصالح معسكر اليسار!.
في العدد السابق ناشدتُ المجتمع العربي ان يخرج ويحسم الانتخابات. للأسف، الانتخابات كانت محسومة!.
لا استطيع ان ألقي لومي على المواطنين العرب، بل العكس هو الصحيح!.
كل الاحترام لل55% من المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات، برغم اليأس والإحباط وخيبات الأمل المحلية والقطرية على حد سواء.
القضية، ان اليمين المتطرف أراد اكثر الفوز بهذه الانتخابات. ومن يريد أكثر في العالم التنافسي، يفوز في نهاية المطاف!.
لا أستطيع ان أتكهن كيف ستكون احوالنا من اليوم فصاعدًا، لأن التاريخ علمنا بحدوث مفاجآت غير متوقعة. "اليمين" أبرم اتفاقيات سلام تاريخية و"اليسار" سفك الدماء في غزة والأراضي المحتلة!.
أسباب كثيرة أدت لخسارة معسكر التغيير للانتخابات: أولًا، لأن غالبية المعسكر لم تكن أصلًا معسكر تغيير!.
ثانيًا، لم تكن للأحزاب الكبرى أجندة واضحة، فقط لا نريد بيبي!.
ثالثًا، فشل لبيد في السيطرة على المعسكر، بعكس ما قام به المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو. عدم السيطرة أدت، لعدم الوحدة بين ميريتس والعمل ولسقوط ميريتس في نهاية المطاف!.
رابعًا: الانقسام في الأحزاب العربية وذهاب أكثر من 125000 صوت في مهب الريح.
خامسًا: لأن قسمًا منا لا يرى في الكنيست منبرًا هامًا، بعكس ما يراه بصدد الانتخابات للسلطات المحلية، وهذا خطأ فادح!.
افرزت النتائج فشل المرشحين من المجتمع المعروفي في الدخول للكنيست!.
كيف سيؤثر ذلك على حياتنا؟!.
خاصة في قضية التخطيط والبناء وفي مواجهة قانون كامينتس؟!. لا أملك إجابة واضحة...
في السطر الأخير أقول، إنني اتقبل العملية الديمقراطية مهما كانت نتائجها وخيمة ومؤلمة.
مجتمعنا بحاجة لرص الصفوف من جديد. رجال السياسة في الأحزاب العربية بحاجة لرص الصفوف ولمراجعة الحسابات من جديد!.
الشارع بحاجة لدماء جديدة، لأجندات جديدة. لفسحة أمل جديدة.
يجب علينا ان نقرر كمجتمع ما الذي نريده بالضبط: ان نبقى على الجدار او أن نبادر وان نستلم زمام الأمور؟!.
هذه قضية مصيرة!.
مصالح الأمة هي البوصلة التي تحدد معالم الطريق، مهما كانت أفكارنا مختلفة ووسائلنا متباينة فمصلحة الوطن تعلو فوق كل الاعتبارات.
وتذكروا دائمًا: لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة!.